أحدث ما نشر

مدونة إخبارية مغربية تهتم بأخبار التعليم و مستجداته و تقدم بعض النمادج من الوثائق الإدارية التي تخص نساء و رجال التعليم

الاثنين، 23 مارس 2015

العدد 75 من مجلة الفرقان المغربية أي إصلاح لنظام التربية والتكوين؟

سعيد الشقروني
من إعداد الدكتور أحمد رزيق، و مساهمة من مجلة "الفرقان" المغربية في ما تعرفه الساحة الوطنية من نقاش ومشاورات حول إصلاح منظومة التعليم بالمغرب، وحرصا من المجلة على إثراء النقاش والحوار بمجموعة من الأفكار والاقتراحات المرتبطة بالموضوع، فإنها قد خصصت ملف عددها 75 لمقاربة موضوع إصلاح منطومة التربية والتكوين انطلاقا من تنويع مداخل المقاربة وجوانبها؛ إذ سعت من خلال بحوث ودراسات نخبةٍ من المتخصصين إلى وضع اليد على أعطاب التعليم ببلادنا، وتشخيص مكامن الضعف ومواطن الاختلال، والإسهام في النقاش الدائر حول الموضوع بتقديم مجموعة من المقترحات العملية التي همت التعليم العمومي المدرسي والجامعي والتعليم الخصوصي وكذا التكوين المهني. 
               وقد كتب بصمة هذا العدد رئيس تحرير المجلة الدكتور مصطفى بنان وعنونها ب(مداخل إلى إصلاح نظام التربية والتكوين)، ركز فيها على أربعة مداخل هي المدخل الهويّ والمدخل اللغوي والمدخل التربوي والمدخل التنموي، ويأتي التأكيد على هذه المداخل انطلاقا من "مؤشرات عديدة من طريقة تشكيل المجلس وبعض المشكلين له وسرية مداولاته وغياب المدرسين والمفتشين وجمعيات الآباء والخبراء والمعنيين مباشرة بالشأن التربوي التعليمي، ما يثير القلق ويجعلنا اعتبارا للحال والمآل نعود إلى تأكيد '' مداخل الإصلاح ''" 

  وقد شارك في ملف العدد نخبة من الباحثين والمهتمين بالشأن التربوي بالمغرب، إذ كتب الأستاذ الحسن اللحية حول (تاريخ الإصلاحات التعليمية بالمغرب)، وكتب الأستاذ مولاي أحمد صبير الإدريسي حول (المدرسة وإنتاج القيم). وكتب الدكتور زكرياء أبو أيوب عن(اللغة في المنظومة التعليمية التربوية المغربية)، أما الدكتور محمد بوغوتة فكتب عن (الموارد البشرية في منظومة التربية والتكوين) وخصص الدكتور رشيد الجرموني مقاله ل(البكالوريا الدولية ومركب النقص)؛ أما الدكتور عبد الكريم الدخيسي فكتب حول (إدماج التكنولوجيا في المنظومة التعليمية)، وكتب الدكتور سعيد العلام عن (التعليم الخصوصي، رهانات الدولة أم رهانات المجتمع)، وركز الدكتور بلقاسم الجطاري على (الإصلاح الجامعي)، ولم يغفل الملف قطاعا محوريا في المنظومة إذ كتب الأستاذ عمر السعيدي (نظرة في التكوين المهني).

         وقدم الأستاذ لحسن مادي قراءة في تقارير وطنية ودولية حول وضعية التعليم بالمغرب، وذلك ضمن ركن قراءة في كتاب.
            وتضمن ركن ثقافة شرعية في هذا العدد مقالة واحدة للدكتور أحمد كافي (القاعدة الفقهية: حكم الحاكم يرفع الخلاف)، أما الدكتور راغب السرجاني فكتب في ركن قضايا راهنة عن الوضع الراهن في اليمن معرفا ب(قصة الحوثيين)، وكتب الدكتور مصطفى عطية جمعة في ركن ائتلاف واختلاف حول(الإسلام والحداثة: قراءة جديدة لجدلية قديمة)، وكتب الدكتور أحمد رزيق في ركن ذاكرة أمة عن الأستاذ عبد الله بها رحمه الله (شذرات من سيرة الحكيم).
وتم تخصيص ركن الأدب والفن لإدراج نصوص شعرية في رثاء فقيد الوطن عبد الله بها رحمة الله عليه، شارك في الركن كل من الدكتور محمد الروكي (شهيد الفضيلة) والشاعر جلول دكداك (حسن المآب) والشاعر مصطفى المسعودي (قدر بصيغة قمرين)، والدكتور مصطفى بنان (ملحمة البهاء)، وتم التعريف بمجموعة من الإصدارات الجديدة بركن إصدارات، وخصص الدكتور أحمد رزيق الأخيرة لسوق مجموعة من الانثيالات الأدبية المرتبطة بما يشهده الواقع من تحولات "كَسْرُ طوق الصمت".


 
التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

ائتلاف وطني يحذر من فرنسة التعليم ويعتبر الفرنسية سببا في التخلف العلمي


حذر الاتلاف الوطني من أجل اللغة العربية من خطورة فرنسة مواد التعليم في جميع المراحل التعليمية.
الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية التي يتكون من عشرات الجمعيات المدافعة عن لغة الضاد،والذي خاض معركة شرسة ضد دعاة الفرنكفونية والفرنسة قال في بلاغ لها تتوفر الرأي على نسخة منه أنه تلقى بقلق ما تناقلته بعض المنابر الإعلامية من أخبار حول اعتزام المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ممثلا في لجنة خاصة عينها الرئيس، فرض توصيات في التقرير الاستراتيجي المزمع إصداره تنص على ضرورة “فرنسة” جميع المناهج التعليمية، واعتماد اللغة الفرنسية لغة للتدريس في جميع المستويات الدراسية.
واعتبر الإئتلاف أن مثل هذه التوصيات تنكرا للشروط الموضوعية التي أفرزت النقاش اللغوي أصلا، وردّة ضد نضالات الفاعلين المدافعين عن اللغتين الرسميتين للمملكة.
وأكد ائتلاف المدافعين عن العربية رفضه المطلق لكل محاولة انفرادية لفرض الفرنسية على التعليم المغربي ورهن مستقبل المغرب وأبنائه للغة صارت خارج سياق المعرفة وتزيد من التخلف العلمي والأكاديمي، لا لشيء فقط من أجل مصالح فئوية وإيديولوجية ضيقة على حد تعبير البلاغ
إلى ذلك دعا الائتلاف من وصفهم بالفضلاء داخل المجلس إلى اتخاذ ما تستوجبه اللحظة التاريخية والمضي إلى أبعد مدى في سبيل إحقاق المكانة اللائقة باللغتين الوطنيتين للمغاربة، وحتى لا تستغل مشاركتهم من أجل تمرير مواقف كارثية يشدد البلاغ

التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

حوار الذي أجرته يومية المساء حول القضايا التعليمية

النص الكامل للحوار الذي أجرته يومية المساء بتاريخ 17 مارس 2015 مع الأخ علال بلعربي الكاتب العام للنقابة الوطنية المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وفيه إجابات عن جملة من التساؤلات وتوضيح لمجموعة من القضايا الآنية التي تشغل بال نساء ورجال التعليم…
•• في البداية نود لو تضعوا متتبعي الشأن التعليمي في الصورة الحقيقية لجلسة الحوار الأخيرة التي جمعتكم بالسيد وزير التربية الوطنية ؟ كيف تقيمون اللقاء ؟
◄ لابد من الإشارة إلى كون قضية التعليم تعتبر من الإشكالات الوطنية الكبرى التي يعيشها المغرب، واليوم في إطار التحولات الكونية الكبرى التي تلعب فيها المعرفة والبحث العلمي والتربية والتكوين دورا مركزيا وحاسما في كل تقدم أو تطور لأي بلد.
وفي المغرب مازلنا بعيدين كل البعد عن إعطاء هذا الأمر الأهمية اللازمة، وفي هذا الإطار يمكن القول إن المغرب مازال لا يهتم بالموارد البشرية، وبالنسبة لي لقاؤنا بالسيد وزير التربية الوطنية لم يرقى إلى المستوى المطلوب، والأجوبة التي قدمت للقضايا المطروحة تظل أغلبها حبيسة ورهينة بعض القضايا ذات الطابع الجزئي، التي مازال هناك تعثر في حلها، والمشكل المركزي في ذلك أعتقد أنه مرتبط بالوزير والحكومة ويتعلق الأمر بنوعية الحوار وطبيعته وفي العلاقة بين النقابات وبين الحكومة، وهنا أستحضر ما تبقى من اتفاق 26 أبريل 2011. نحن اليوم نقول إن هناك حوارا مع الوزارة ولقاءات أخرى موازية مركزيا مع الحكومة، ولكن في العمق نحن بعيدون كل البعد عن الحوار بمضامينه الاجتماعية والثقافية والمادية والاقتصادية…فالحوار بالنسبة إلينا لا يمكن أن يسير بشكل إيجابي دون أن تلتزم الوزارة والحكومة بما تبقى من اتفاق 26 أبريل.
•• أعتقد أن مضامين اتفاق 26 أبريل، وخاصة القضايا المتعلقة بنساء ورجال التعليم مرتبطة بالأساس بالقرارات الحكومية، كمسألة الدرجة الجديدة وتعويضات العمل في المناطق النائية والصعبة…؟
◄ بالنسبة إلينا مسألة إحداث الدرجة الجديدة للموظف هو أمر أساسي وتحفيزي لنساء ورجال التعليم للاشتغال في ظروف أحسن، ونحن قلنا لوزير التربية الوطنية إنه جزء من الحكومة ومن غير المقبول أن نذهب إلى وزير ويقول لنا هناك حكومة. لأنه عضو فيها ومطالب بالدفاع عن مشاكل نساء ورجال التعليم لدى الحكومة، على اعتبار أنهم يمثلون الكتلة الأكبر من موظفي الدولة، لهذا فإحداث درجة جديدة سيكون إنصافا لنساء ورجال التعليم، وتعويضات العمل في المناطق النائية، يجب كذلك أن يدافع عنها وزير التربية الوطنية لكونه جزء من الحكومة، وذلك لكون العمل في المناطق القروية النائية صعب جدا. ولعل الفيضانات الأخيرة التي شهدتها مجموعة من المناطق الجبلية لخير دليل على معاناة هذه الشريحة التي تشتغل بهذه المناطق. وهي أحداث أعادت إلى الأذهان قضية تكريس فكرة المغرب النافع وغير النافع، ونحن نقول هنا إن بلادنا لا تسير بسرعتين بل هناك سرعات مختلفة، وهذا أمر مقلق.
••نعرج الآن على موضوع النظام الأساسي…ماذا يقع ؟ وما الذي يتم التهييء له؟
◄لم يقع إلى حدود الآن أي شيء، وقضية إخراج نظام أساسي جديد بالنسبة لنساء ورجال التعليم ينبغي أن يكون في جوهر إصلاح التعليم، لأنه لا يمكن الحديث عن نظام أساسي لنساء ورجال التعليم بمختلف فئاتهم دون الحديث عن إصلاح المنظومة، أما المبدأ الثاني الذي نؤكد عليه فإن هذا النظام سيرهن المستقبل الإداري والتربوي والمادي لنساء ورجال التعليم لسنوات طوال، وقد تمتد إلى عقود، وبالتالي نحن نتريث كثيرا فيما يتعلق بهذا النظام.
••في هذا الإطار هل النقابات التعليمية الخمس تُهيئ نفسها لمثل هذه التحسبات؟ وأقصد بالخصوص الشق القانوني من النظام الأساسي حتى لا تأتي النقابات بعد أيام من إصداره لانتقاده من جديد؟
◄ نحن في النقابة الوطنية للتعليم نقر بأننا نسير بتريث في هذا الموضوع الصعب والمركب، الذي يرهن مصير الأجيال القادمة، لكن بالمقابل لا يمكننا أن نترك الزمن يفعل فعله، ونحن الآن سنطلب من الوزارة أن تسلمنا نسخة من مشروع النظام الأساسي كاملا لنبدي رأينا فيها بطبيعة الحال إلى جانب النقابات التي لها الحق في ذلك، وسنقف على محتويات هذا النظام، وإذا كان لا يرقى إلى المستوى المطلوب في شقه الاجتماعي والمادي والإداري لن نعتبره نظاما أساسيا. نحن نريد نظاما أساسيا يكون فيه رجل التعليم قد وجد حلولا لجميع مشاكله المطروحة، ونؤكد على المستوى المعيشي لنساء ورجال التعليم والارتقاء بهم ماديا واجتماعيا. كما يجب أن يخدم هذا النظام المنظومة التربوية. ففي فرنسا مثلا اقترحت الحكومة الفرنسية تحفيز الأساتذة الذين يدرسون أقساما تتجاوز 35 تلميذا، لكن النقابات رفضت ذلك لكونها ترفض أصلا أن يتجاوز عدد التلميذات والتلاميذ 35 في القسم الواحد، ورفضت ذلك لأن رجل التعليم يجب أن يحصل على أجر محترم يتماشى مع حاجياته ومتطلباته الاجتماعية والمادية…والوزارة اليوم تسير نحو تفييئ نساء ورجال التعليم إلى ثلاث هيئات أساسية وهي هيئة التدريس وهيئة التأطير والمراقبة وهيئة التدبير. ونحن مازلنا نتساءل عن البعد التربوي والمنطلقات العلمية التي جعلت الوزارة تقسم نساء ورجال التعليم على هذه الهيئات الثلاث. وسنرفض أية وصفات جاهزة قد تكون من وحي البنك الدولي. أما ما يتم الحديث عنه حول النظام الأساسي حاليا فهو مجرد تسريبات غير رسمية. ولا شيء مؤكد إلى حدود الآن. فقط يجب التأكيد على ضرورة تنمية الموارد البشرية لإنجاح أي إصلاح، ونطالب بمنح نساء ورجال التعليم رواتب محترمة تتماشى مع العمل الكبير الذي يقومون بها. ونؤكد على أنه مازال موعد إخراج النظام الأساسي معلقا وغير محدد إلى حدود الآن.
الخطاب الملكي الذي خصه لقضية التعليم كان جد إيجابي، ولكن لم تكن هناك تعبئة وطنية شاملة لجميع المتدخلين بما فيهم النقابات، ونحن خصصنا مجلسا وطنيا لهذا الموضوع، وهذا الأمر يطرح إشكالية الخطاب والواقع ومدى تجاوب المعنيين بهذه الخطابات معها. وهذا الأمر يحيلنا على مسألة الثقة لدى المتتبعين في الخطابات السياسية للمسؤولين.
••نمر الآن إلى المجلس الأعلى، هل تعتقدون أن هناك عملا ترون أن بإمكانه إخراج المنظومة التربوية من وضعها الحالي؟
◄المجلس الأعلى للتعليم هو بصدد إعداد تقريريه الاستراتيجي، الذي اعتمد على اللقاءات التشاورية مع الفاعلين نقابات وأحزاب وباقي الفاعلين….لكن ليس هذا هو المهم في نظرنا، بل المهم بالنسبة إلينا حتى وإن افترضنا أن التقرير الاستراتيجي سيكون إيجابيا وجيدا، لكن ماذا بعد؟ على اعتبار أن هذا التقرير سبقته تقارير أخرى سنة 2008 وأنجزت تقارير أخرى…لكن المشكلة تكمن في التنفيذ والتنزيل، نحن نخشى أن يكون مصير هذا التقرير كمصير التقارير السابقة. لأن سؤال «ماذا بعد ؟ « سيبقى مطروحا. لهذا لن نغرق في قراءة ما سيكون عليه التقرير الاستراتيجي للمجلس الأعلى بقدر ما سننتظر الإجابة على سؤال ماذا بعد؟ الإصلاح كما نقول دائما له تكلفة سياسية وتكلفة مالية، لا يمكن بالطريقة التي تدبر بها وزارة التربية الوطنية الآن مشاكل قطاع التعليم أن تكون هناك مؤشرات عملية حول إرادة حقيقية للإصلاح. فالوزارة الآن عاجزة عن سد الخصاص المرتبط حتى بهيئة التدريس، فما بالك بالقدرة على إصلاح قطاع التعليم بما يخلق ثورة تربوية تعليمية ومعرفية كبرى في المغرب، تقتضي اتخاذ مبادرات قوية مما يحدث الصدمة الإيجابية في القطاع. أما ما يقع اليوم فهو مجرد «بريكولاج» فقط.
•• اقتربت الآن الفترة التي تصدر فيها عادة الوزارة مذكرة الحركات الانتقالية، أين تتجه المذكرة المتعلقة بإجراء هذه الحركات، وهل من جديد؟
◄ بخصوص الحركات الانتقالية مازال النقاش حولها مستمرا، ونحن نطالب بوضع معايير موضوعية يتفق عليها الجميع، ونترك الإدارة تتصرف على أن تقوم النقابات بدورها في الرقابة والطعن في الملفات التي تستوجب الطعن والتي تثبت فيها اختلالات، ونحن نناقش هذا الموضوع بشكل مستمر، وكنا قد قدمنا مقترحاتنا في عهد الوزير خشيشن والوزيرة العابدة، وطلبنا بوضع معايير موضوعية وعادلة تحظى بموافقة الجميع إدارة ونقابات، ونترك الأمور تسير تحت مراقبة النقابات، وهو المطلب نفسه الذي نطالب به، ويجب أن نذكر بأن الحركة الانتقالية تعد إشكالا حقيقيا، فهناك مناطق جذب ومناطق يهجرها نساء ورجال التعليم مقابل ضعف التوظيفات في القطاع، وكنا قد طرحنا مسألة التسقيف في عدد سنوت المشاركة في الحركة، وتم توقيف الفكرة في عهد الوزير الذي جاء بعدهما…
•• هناك تدمر في صفوف نساء ورجال التعليم بخصوص الاقتطاعات التي تطال رواتبهم جراء مشاركتهم في الإضرابات، هناك تذمر من الهجوم على نساء ورجال التعليم في كل المناسبات، هل رفعت النقابات يدها عن نساء ورجال التعليم؟ كيف تفسرون الأمر؟
◄ ما يقع في التعليم هو نتيجة طبيعية لتطور غير طبيعي للسياسات المتبعة في قطاع التعليم، واليوم إذا كان الأمر كذلك فلا يمكن أن تلام لا النقابة ولا رجل التعليم ولا أي أحد يشتغل في قطاع التعليم، والذين يحملون المسؤولية في فشل المنظومة التربوية إلى نساء ورجال التعليم يعيشون قمة البؤس الفكري وسنشفق عليهم، لأنهم يختزلون مشاكل القطاع المركبة في نساء ورجال التعليم. لأن عليهم أن يربطوا إصلاح التعليم بالتنمية والأمن…لذا لابد من الوقوف على الأسباب الحقيقية لفشل التعليم ببلادنا وربطها بالسلطة السياسية المسؤولة على القطاع…ولابد من تحديد واضع للمشروع المجتمعي الذي نريده لهذا البلد. ثم إن هناك غياب إرادة سياسية حقيقية لإصلاح هذه المنظومة ونقصد الإرادة السياسية بمعنى الإرادة والتنفيذ…وأختم بطرح السؤال على المسؤولين متى كانت الحكومات تضع قطاع التعليم ضمن أولوياتها الحقيقية والأساسية؟
••بعجالة، ما هو موقفكم من المذكرة 111 وقضية الساعات الإضافية؟
◄ بالنسبة للمذكرة 111 نحن والنقابات غير متفقون معها وطالبنا بمراجعتها ووعد الوزير بذلك. بالنسبة للساعات الإضافية نقول للوزارة والحكومة بأنه لابد من إعادة النظر في أجور نساء ورجال التعليم والزيادة في الأجور وتحسين الدخل وتحسين الوضع الاجتماعي للمدرس ورد الاعتبار له في إطار الحق والواجب. –
 
Cdt Larache
التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

رشيد نيني : الجامعة و النفق المسدود 1/2


منذ سنوات والجامعة المغربية تعيش أزمة علمية وأخلاقية يتحمل مسؤوليتها كل من الوزارة والطلبة والأساتذة وجزء كبير من تنظيماتهم النقابية.
يوميا، نسمع عن حالات ابتزاز في إحدى الجامعات المغربية، والابتزاز في رحاب الجامعات والكليات لا يقف فقط عند حدود التحرش والاستغلال الجنسي للطالبات، وإنما يصل أيضا إلى حدود الاستغلال المالي.
فهناك بعض الأساتذة الجامعيين الذين حولوا الجامعة إلى بورصة لبيع وشراء البحوث وحددوا سقفا للإشراف على الأطروحات الجامعية يصل سعر بعضها إلى 15 مليونا للبحث.
وهذا ما يفسر امتلاء رفوف خزانات هذه الكليات بالبحوث المنقولة حرفيا من الأنترنيت والمسروقة من الكتب العلمية. والمصيبة أن هؤلاء الدكاترة المزورين يصل بعضهم إلى الكليات ويصبحون أساتذة جامعيين يشرفون بدورهم على بحوث الطلبة والطالبات.
وهكذا، أصبحت لدينا في بعض الجامعات فصيلة من الأساتذة يحترفون جمع المال عوض جمع العلم، ويستعملون سلطتهم العلمية في تفريغ كبتهم الجنسي باستغلال طالباتهم جنسيا ومقايضتهن النجاح والبحوث بالمتعة المجانية، وبعض هذه الفضائح وصل إلى ساحة القضاء وصدرت في شأنه أحكام.
وقبل سنوات، نشرت وزارة التعليم العالي دراسة صادمة للدكتور محمد الشرقاوي، الخبير في علم الاجتماع، حول البحث العلمي في الجامعات المغربية. وحسب هذه الدراسة، فهناك 55 في المائة من الأساتذة الجامعيين الذين لم ينشروا ولو سطرا واحدا طيلة حياتهم الجامعية. وبالمقابل، يمكن أن تعثر على أغلب هؤلاء «ناشرين» أرجلهم على أرصفة المقاهي «يخرجون» الكلمات المسهمة في الجرائد التي يطالعونها مجانا.
وحسب الدراسة ذاتها، فقد انخفض الإنتاج العلمي بنسبة الثلث؛ فيبدو أن بعض هؤلاء الأساتذة الجامعيين منشغلون بالبحث عن البقع الأرضية التي يعيدون بيعها، أو السيارات المستعملة للمتاجرة في قطع الغيار. كما كشفت الدراسة أن 70 في المائة من الأساتذة الجامعيين غير راضين عن دورهم المهني، مع أن بعضهم راضون عن رواتبهم التي يتقاضونها مقابل تدريس ساعتين في الأسبوع.
والأفظع في الدراسة هو ما تذكره من أن 46 في المائة من الأساتذة الجامعيين المستجوبين يريدون تغيير مهنتهم بمهنة في القطاع الخاص، بينما 40 في المائة عبروا عن رغبتهم في ممارسة مهنة مستقلة كالتجارة والمقاولات.
والظاهر أن هناك بعض أساتذة الجامعات الذين يخلطون بين المقاولات والتجارة والتدريس الجامعي، خصوصا أولئك …
التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

فشل المنظومة من فشل الوزير


ليس غريبا أن يعلق وزير التربية الوطنية فشل المنظومة التربوية على الأستاذ، لأن الإنسان بطبعه عندما يفشل فإنه لا يمكن أن ينسب الفشل إلى نفسه بل يبحث عن شماعة تلغي مسؤوليته، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فالأستاذ حلقة ضعيفة يسهل تعليق الفشل عليها لأنه قبِل أن يكون كذلك وأضعف موقفه بصمته، وقبلت النقابات أن تقف إلى جانب الطرف الآخر فأضعفت هي الأخرى موقف الأستاذ وسمحت للوزارة أن تحمل له المسؤولية في الشاردة والواردة.
لكن، إن قبلنا طرح الوزير، فإنه يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
ـ إذا كان هذا الأستاذ غير مؤهل، فمن المسؤول عن فشله؟ هل نزل إلى القسم من المريخ أم أنه تدرج في مدرسة تشرف عليها هذه الوزارة وتخرج من مركز سمته الوزارة "مركز التكوين"؟ المحصلة إذن أن الوزارة هي المسؤولة عن هذا الفشل الافتراضي للأستاذ.
ـ عندما يزور المفتش الأستاذ في قسمه ويمنحه في البداية كفاءة مهنية تخول له التدريس، ثم يزوره بعد ذلك ويمنحه تقارير تفيد استمرار أهليته للتدريس وتطورها، فهناك أمر من أمرين: إما أن المفتشين يكذبون، أو أن الوزارة لا ثقة لها في المفتشين أيضا وهذا موضوع آخر.
ـ أما مسألة "الخرايف" التي اتُهم الأستاذ بأنه يدرسها للتلاميذ، فأقول بأن ما سماه الوزير بالخرايف هو في الحقيقة برامج ومقررات وضعتها الدولة وهي التي تتحمل مسؤوليتها، ولو وضعت الوزارة برامج حداثية بعيدة عن الخرايف لدرسها الأستاذ. المحصلة إذن أننا مجرد أدوات لتفعيل برامج وضعتها الدولة، نحن أدوات على مستوى محتوى المقرر، وعلى مستوى مناهج التدريس. 
مصدر:
كرامة الأستاذ أولا وأخيرا
التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

وزير التعليم يصف رجال التعليم بضعف الكفاءة المهنية ويستهلكون 27 في المائة من الميزانية بدون طائل


و ماذا نقول عنك أنت أسي رشيد يا من تلهف لوحدك مئات الملايين من ميزانية الدول و لا تجيد حتى التحدث باللغة العربية!!!
=======================================
وزير التعليم يصف رجال التعليم بضعف الكفاءة المهنية ويستهلكون 27 في المائة من الميزانية بدون طائل:
من جديد هاجم رشيد بلمختار رجال ونساء التعليم ونعتهم بضعف الكفاءة المهنية ويعلمون « الخرايف » ويمارسون العنف في حق التلاميذ.
كلام الوزير بلمختار الذي صرح به خلال ندوة حول الثقافة والكتاب ووسائل التواصل الحديثة التي أقيمت بمدينة سلا السبت 21 مارس 2015 بمناسبة تدشين المقر الجديد لمؤسسة أبو بكر القادري كان قاسيا جدا في حق رجال التعليم ونسائه.
وأضاف الوزير بلمختار أن ضعف تكوين الأساتذة نتج عنه أن 76 في المائة من التلاميذ لا يحسنون القراءة بعد أربع سنوات من التعلم ويستهلكون 27 في المائة من ميزانية الدولة بدون طائل .
بلمختار خلال مداخلته لم يتطرق ولو بكلمة واحدة إلى الأوضاع المهنية المزرية التي يعاني منها الأساتذة العاملون بالجبال والصحاري ولا لأ وضاعهم المادية التي تفرض عليهم الاحتجاج للحصول على أية ترقية.
عن صفحة فضائح قطاع التعليم
التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

هل يحق لزوج برلمانية أن يستفيد من قانون الإلحاق ؟



في الحلقة الأخيرة من برنامج مواطن اليوم الذي تم بثه على قناة ميدي 1 تيفي ،والذي تعلق بالتعيينات في مناصب المسؤولية ،أثارني جواب البرلمانية أمينة ماء العينين عن حزب العدالة والتنمية والذي أشارت فيه على أن زوجها الذي كان يشتغل مدرسا ابتدائيا وأسند له منصب مسؤول بالرباط ،أن الأمر يتعلق بإلحاق يدخل في خانة لم الشمل الأسري والعائلي .
جواب البرلمانية ولد الكثير من الأسئلة ،هل إلحاق الزوج بزوجته البرلمانية يتطلب ترقيته من معلم إلى مسؤول إداري ؟
وهل أصلا يحق لزوج برلمانية أن يستفيد من قانون الإلحاق ؟
رفعت إدارة نيوز السؤال إلى أحد المختصين الذي يعمل بوزارة الوظيفة العمومية والذي رفض ذكر اسمه ،وأكد لها على أنه لا يمكن تطبيق المرسوم الذي يحدد جمع شمل العائلة على من له صفة برلماني أو برلمانية لأن البرلماني ليست مهنة أو وظيفة وإنما هي تكليف محدد زمنيا ليخلص إلى القول إلى أن زوج البرلمانية ماء العينين من تزنيت إلى الرباط غير قانوني لأن زوجته لم تفقد نهائيا وظيفتها الأصلية داخل مدينة تزنيت.
كما أن استقدام معلم من مدينة تزنيت من قسمه ليشغل منصب مسؤول إداري وليس تربوي أو يحتفظ به كمعلم ،فهذا يدل على أن العملية يشوبها الكثير من الشك والريب وليست عملية إلحاق عادية .

التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

مناصرون للعربيّة يهدّدون بالتظاهر في الشارع ضدّ "فرنسَة التعليم"


معركة لغوية جديدة تلوح في الأفق بين مناصري اللغة العربية ونظرائهم الفرنكوفونيّين، وذلك على بعد أسابيع قليلة فقط من توجيه المستشار الملكي ورئيس مجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، عمر عزيمان، لتقريره الاستراتيجي نحو الملك محمد السادس.
الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية قال إنه تلقى توصيات المجلس، التي ستناقشها الجمعية العامة المقبلة، بكثير من القلق.. وهي المرتبطة أساس بـ"فرنسة" جميع المناهج التعليمية، واعتماد اللغة الفرنسية للتدريس في جميع المستويات الدراسية بداية من السنة الأولى ابتدائي.
وعبر الائتلاف عن إدانته لهذا الموقف الذي اعتبره قد "تم تبنيه انقلابا مكتمل الأركان على التوافق الذي تمثل في النص الدستوري، وتراكمات النقاش المجتمعي والأكاديمي"، معتبرا مثل هذه التوصيات "تنكرا للشروط الموضوعية التي أفرزت النقاش اللغوي أصلا، وردّة ضد نضالات الفاعلين المدافعين عن اللغتين الرسميتين للمملكة".
الائتلاف المذكور أعلن، في بيان له توصلت به هسبريس، رفضه المطلق لكل "محاولة انفرادية لفرض الفرنسية على التعليم المغربي"، مستنكرا "رهن مستقبل المغرب وأبنائه بلغة صارت خارج سياق المعرفة وتزيد من التخلف العلمي والأكاديمي، لا لشيء فقط من أجل مصالح فئوية وإيديولوجية ضيقة".
"اللغة العربية في المغرب خط أحمر، وأي مساس بوضعها كلغة رسمية للدولة يعني مسا بالوجود الوطني للدولة والمجتمع وهو ما لن يسمح به المغاربة" يقول بلاغ الائتلاف اللغوي، هذا قبل أن يدعو أعضاء مجلس عزيمان إلى "اتخاذ ما تستوجبه اللحظة التاريخية والمضي إلى أبعد مدى في سبيل إحقاق المكانة اللائقة باللغتين الوطنيتين للمغاربة، وحتى لا تستغل مشاركتهم من أجل تمرير مواقف كارثية".
فؤاد أبوعلي، منسق الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، استغرب ما اعتبره "تهريبا للنقاش" يقوم به المجلس.. داعيا في تصريح لهسبريس رئاسة المجلس إلی الاشتغال في شفافية والكف عن تهريب نقاش قضايا حيوية تعني أزيد من سبعة ملايين أسرة مغربية وإدخالها في سراديب الكواليس واللجان الفرعية.
وقال أبوعلي: "في الوقت الذي ينتظر الائتلاف، إلى جانب كل الغيورين على هذا الوطن، التقرير الاستراتيجي الذي يعده المجلس باعتباره يشكل مساهمة مؤسسية هامة في اقتراح إجابات حول الأسئلة اللغوية بالمغرب، نجده يصدمنا بأنباء تلمح إلى توجه من داخل لجانه نحو التراجع عن مكتسبات النص الدستوري ونضالات المجتمع من أجل حماية اللغتين الرسميتين وتنميتهما"، مؤكدا أن "كل الخيارات متاحة وممكنة في حالة ثبوت هذا الأمر ومن بينها خيار النزول للشارع للدفاع عن هوية الوطن وانتمائه بل ووجوده".
وسجل منسق الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية أن "الفرنسة ليست مجرد خيار لغوي، بل هي استعمار جديد ومحاولة للقضاء على كل أمل في الفكاك من أسر التخلف والتبعية المفروضتين من قبل اللوبي الفرنكفوني"، مضيفا أن "الائتلاف لن يسكت عن هذا التجاوز في حالة ثبوته، والتعبئة بدأت في صفوف مؤسسات الائتلاف وجمعياته لمقاومة كل محاولات تحريف مسار إصلاح التعليم المغربي".
مصدر:
 كرامة الأستاذ أولا وأخيرا
التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

الجامعة والنفق المسدود (2/2)


ليس ضروريا أن يكون الواحد منا عبقريا لكي يستنشق رائحة الكعكة الجامعية، التي يتم تقسيمها في الكواليس، إذ يكفي أن نعود إلى بلاغ النقابة لكي نقرأ ما ورد في سطر يختصر كل الحكاية المشار إليها أعلاه، وهو أن المكتب الوطني للنقابة قبل بمقترح عقد مؤتمر استثنائي أواخر هذه السنة الجامعية، وتم تقديم ذلك بمبرر «الرقي بالنقابة، وتحسين وعصرنة إدارتها وعملها».
وما لا يعلمه عموم أساتذة الجامعات، ومؤسسات التعليم العالي الأخرى، هو أن هذا هو المطلب الرئيسي لتيار حزب العدالة والتنمية، الذي لطالما كان الوزير الحالي لحسن الداودي أحد أركانه، وكان لأكثر من مرة مؤتَمِرا في مؤتمرات سابقة ممثلا للحزب، حيث إن تيار العدالة والتنمية، والذي ظل في السنتين الأخيرتين يهدد بالانشقاق وتأسيس نقابة جديدة، علما أن قطاع التعليم العالي هو القطاع الوحيد الذي سلم حتى الآن من لوثة التسيب النقابي، كان يشترط عدم انشقاقه بعقد مؤتمر استثنائي.
فإذا كان هذا التيار يتذرع باسم الديموقراطية للمطالبة بمؤتمر كهذا، فإن المسكوت عنه الحقيقي هو أنه يطالب بإعادة تقسيم «كعكة المقاعد». والدليل على ذلك هو أن تيار العدالة والتنمية كان قد أتى بحماس منقطع النظير للمؤتمر العاشر للنقابة، والذي عقد في مارس 2013، وصوت كل أعضائه بالإيجاب على التقريرين الأدبي والمالي للمكتب الوطني الذي كان يترأسه عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي حاليا محمد الدرويش. لكن هؤلاء اكتشفوا بعد يومين من أشغال المؤتمر أنهم تعرضوا للخيانة، إذ أن عدد المقاعد التي وعدوا بها في الكواليس، لا تحترم حجمهم، إذ مُنحوا نفس عدد المقاعد التي منحت لحزبين ميكروسكوبيين كحزب التقدم والاشتراكية والاشتراكي الموحد، وهو ما اعتبره الحزب الحاكم إهانة له، وهو الذي يقود الحكومة، بل ويقود القطاع.
لذلك لم يجد أعضاء الحزب إلا الخروج إلى ساحة معهد مولاي رشيد، الذي احتضن المؤتمر، والبدء في رفع الشعارات «المنددة» بالاستبداد الذي يمارسه «التيار الأبوي»، حسب زعمهم، ويقصدون تيار الاتحاد الاشتراكي، بينما الحقيقة هي أنهم انسحبوا احتجاجا على ضعف المقاعد المخصصة لهم في الكواليس وليس بسبب حرصهم على تطبيق الديموقراطية.
ومنذ ذلك الحين، قرر الحسن الداودي أن يدخل في الحرب مع النقابة، موظفا مؤسسات الوزارة للثأر من الاتحاد الاشتراكي الذي يسيطر على النقابة، والذي أبان بعض المنتمين إليه إبان هذا المؤتمر عن علو كعبهم في «التكوليس»، سواء في المطالب، بل وحتى في المناصب، لتبدأ الإضرابات والتصريحات النارية من الطرفين.
والغريب أن النقابة إبان أزمتها مع الداودي كانت تدبج بلاغاتها بأسلوب عنتري يستمد لغته النارية من خطابات السبعينيات والثمانينيات من قبيل الدفاع عن الجامعة العمومية، فضلا عن انتقادها للحكومة «اللاوطنية» و«اللاشعبية»، وعندما تصالحت معه، نسيت كل هذه الشعارات وبدأت تستعرض إنجازاتها في البلاغ، مع أن ما أنجزته ليس سوى مجرد فتات في أفواه بعض الفئات، ولا علاقة له بجوهر مطالب أساتذة التعليم العالي، بل وبمتطلبات هذا القطاع.
وبالعودة إلى البلاغ النقابي، فما لا يذكره هذا البلاغ هو أنه في مقابل التجاوب السريع والمفاجئ مع مطالب النقابة، والتي تخوض امتحانات انتخابية هذه السنة على صعيد مجالس الكليات والجامعات والمكاتب الجهوية، نجد النقابة تستجيب لأحد أهم المطالب التي ينادي بها «التيار التصحيحي» المحسوب على حزب العدالة والتنمية، والذي انسحب من المؤتمر العاشر للنقابة كما قلنا. والسؤال المطروح هو: ما الذي يجعل من الأجهزة الحالية للنقابة «غير جيدة وغير عصرية»، كما قال البلاغ؟
أليس هذا اعترافا واضحا بفشل الأحادية الحزبية في تدبير دفة النقابة؟ أليس هذا اعترافا بجملة الملاحظات التي سجلها التيار الإسلامي المنسحب من المؤتمر العاشر، والذي دعا إلى تعديل القانونين الأساسي والداخلي للنقابة، واللذين وصفهما بالتقليدية والشمولية؟
ثم هل التغيير الذي سيأتي به المؤتمر الاستثنائي سيشمل الوجوه فقط، وعلى رأسها الكاتب الوطني الحالي، والذي يشهد الجميع بضعفه، بدليل حضوره الباهت في مناقشة الملفات التي تهم القطاع في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، فضلا عن ضعفه في العروض التي ألقاها أمام الفرق البرلمانية؟ أم أن التغيير سيمس التوجهات وطرق العمل والتصويت؟
هل سيكون المؤتمر الاستثنائي المزمع عقده بداية للديموقراطية الحقيقية، التي لم تهب على النقابة منذ تأسيسها قبل نصف قرن؟
هكذا إذن اختار الداودي أن يساوم تحقيق مطالب النقابة بتمكين حزبه من مقاعد نقابية تمكنها من السيطرة على مجالس بعض الجامعات والكليات. أما التيار الاتحادي فقد اختار هو أيضا أن يتساكن «ديموقراطيا» مع العدالة والتنمية، في إطار إيمانه بـ«التعدد»، تماما كما تساكن طيلة عقود مع تيارات مضادة له، ولم تمنعه من أن يبقي على سيطرته على الأجهزة التقريرية للنقابة، علما أن مختلف التيارات الغاضبة، منذ المؤتمر السادس، كما في المؤتمر السابع المنعقد في 2002، سجلت تحفظات على بعض بنود النظام الانتخابي والنظام الداخلي للنقابة، والتي تعتبر حسب رأيها حجر عثرة أمام إنجاح «الديموقراطية الحقيقية» داخل مؤتمر هذه النقابة، ومنها مثلا تغيير آليات التصويت على التقريرين الأدبي والمالي من التصويت برفع الأيدي أو بالتصفيق كما جرت العادة.
لكن ما نعلمه يقينا هو أن هذا «التصالح» بين التيار الاتحادي وتيار العدالة والتنمية لن يستمر طويلا، فإن كانت الظرفية الحالية فرضت عليهما عقد صفقة في أفق عقد المؤتمر الاستثنائي، بحيث يكسب حزب العدالة والتنمية موقعا في نقابة يسيطر عليها اليسار تاريخيا لأزيد من نصف قرن، وفي المقابل يستعيد التيار المسيطر على النقابة بعض اللمعان الذي فقده بسبب مشاكل تنظيمية عاشها الحزب وأثرت كثيرا على عمل النقابة، فإن المؤتمر الاستثنائي المزمع عقده، لن يكتب له النجاح إلا إذا تم تغيير القانون الأساسي والنظام الداخلي، بشكل يسمح بتفعيل ديموقراطية حقيقية، وهو الأمر الذي يصعب القبول به من طرف التيار الاتحادي، والذي سيلجأ إلى تعديلات ولكن على مقاس يضمن الاستمرار في هيمنته. وحتى إذا تم السماح بوجود كبير لتيار العدالة والتنمية في أجهزة النقابة بعد المؤتمر المقبل، فإن الهاجس الأكبر لعموم نساء ورجال التعليم العالي سيكون حتما هو استقلالية النقابة، علما أن الصفقة ذاتها ستضع حزب لحسن الداودي في موقف متناقض مع كل الملاحظات التي سجلها إبان المؤتمر العاشر، أي اللجوء إلى الكواليس لتوزيع كعكة النفوذ في الأجهزة التقريرية للنقابة، والقبول باعتماد المحاصصة الحزبية كما جرت به العادة داخل النقابة لأكثر من خمسة عقود.
إن المؤسف حقا هو أن يتم إفراغ الحياة الجامعية من جوهرها الفكري والعلمي الحر، ورهن مستقبلها للحسابات الحزبية الضيقة، فإذا كان الجميع يحسب لحكومة بنكيران الثانية قبولها بإسناد وزارة التعليم المدرسي لتكنوقراطي بسبب الفساد الكبير الذي أحدثته الحزبية في هذا القطاع، فإن الحكومة ذاتها لم تستطع أن تخلص قطاع التعليم العالي من الحزبية، إذ لم يكفها فيل فزادوها فيلة عندما عينت وزيرة أخرى منتمية للعدالة والتنمية سبق لها أن حصلت على المغادرة الطوعية من التعليم العالي، فقط لترضية خواطر «عيالات» بنكيران، علما أن كل المطلعين على ما يجري في مقر الوزارة بحسان يعرفون أن وجود الوزير كعدمه.
وكم كان أمل المغاربة كبيرا أن يشهد قطاع التعليم العالي دينامية لتغيير ثقافة التدبير الحالية، والتي ملؤها المحسوبية والزبونية والحزبوية الضيقة، وتتم إعادة هيكلة هذا القطاع بشكل يسمح بأن يكون التعليم العالي قاطرة للتنمية، ومزودا للمجتمع بالأطر الكفأة في الاقتصاد والصناعة والتعليم والإدارة.
مشكلة الجامعة المغربية تتلخص في كونها ساحة تتصارع فيها رؤيتان متناقضتان ولا مجال للتوفيق بينهما؛ رؤية تتبناها الدولة وهي ربط الجامعة بالعولمة، لكن دون أن توفر لهذه الرؤية الحد الأدنى من الشروط المادية واللوجستيكية المناسبة، ورؤية تقليدية، البعض يسميها أصيلة، تعتبر الجامعة هي مختبر للتفكير الحر بعيدا عن كل أجندات الدولة «الرجعية» عند البعض و«الكابحة» عند البعض الآخر، لكن دون أن تكون لديهم أجوبة حول أسئلة التحديث والتنمية، وهذا يعد في حد ذاته مشكلة تمس مدى قابلية كل مشاريع إصلاح الجامعة للتنفيذ.
والوجه الأول للمشكلة يتمثل في أنظمة التكوين والتقويم، سواء كان تقويما للطلبة أو للأساتذة، فنظامنا التعليمي لا تحكمه مقاربة موضوعية في ما يتعلق بالتقويم، بل إنه ارتجالي وعفوي وانطباعي ولم يرق بعد إلى ما هو معروف عالميا من معايير صارمة يضيق المجال هنا لسردها؛ فالطالب عندنا لا يستطيع أن يدرك أين تبدأ حقوقه، لذلك يعتبر كل شيء حقا، بما في ذلك الحق في النقط والحق في النجاح دون أن يبذل جهدا لنيلها، والأستاذ لا يعرف أين تنتهي مسؤولياته، مسؤوليته في ضمان تكافؤ الفرص والاجتهاد في البحث العلمي الحقيقي، وهذا مستوى من النقاش لا يبدو أن لوزارة لحسن الداودي ونقابة الاتحاد الاشتراكي من الاستعداد ما يكفي لبلوغه.

التعليقات
0 التعليقات

0 commentaires:

أتمنى أن تعجبك صفحتي