تخريب التعليم و شماعة الأستاذ
تخريب التعليم و شماعة الأستاذ:
في ظل النقاش القديم/االجديد الذي نشهده اليوم حول إصلاح التعليم,وفي ضوء الخرجة الإعلامية الأخيرة التي حمل فيها وزيرنا المحترم "بلمختار" الأساتذة فشل منظومة التربية و التعليم ببلادننا متهما إياهم بضعف الكفائة...وجب علينا تسليط الضوء على نقطة خطيرة و مهمة يجهلها (أو يتجاهلها) العديد من الأساتذة بالخصوص و المواطنين على العموم و هي:أن الوضعية المزرية التي آل إليها قطاع التعليم ببلادنا جاءت نتيجة عمل ممنهج و مقصود من طرف الدولة ممثلة في الوزارة...
لكي نفهم هذا الأمر أكثر ينبغي علينا العودة إلى السؤال الجوهري الذي تتمحور حوله كل سياسة تعليمية في أي دولة من العالم بما فيها المغرب وهو:ما الغاية من التعليم؟
إن الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بتحديد دلالة مفهومي الدولة و المدرسة أساسا,بإعتبار أن الدولة هي أداة قمع طبقي في يد طبقة معينة... و المدرسة هي جهاز من اجهزة الدولة تعتمدها هذه الأخيرة في القمع الإديولوجي...
فإذا كانت بعض الدول الديموقراطية التي حققت أو دشنت نهضة أممها قد أجابت عن هذا السؤال ب:خلق مواطن واع مستقل فكريا و متشبع بالقيم الإنسانية الكونية,و قادر على الإندماج بشكل إيجابي و فعال في محيطه السوسيو اقتصادي ( الذي يكون مهيئا لإستيعابه)...فإن دولتنا أيضا قد أجابت عن هذا السؤال و منذ عقود و لكن بشكل مغاير و هو:خلق رعايا جاهلين خانعين و تبعيين,متشبعين بقيم العبيد و الجبن و بعض القيم الإنسانية فقط وفق ما يخدم مصلحة الطغمة الحاكمة,و توفير جيوش من المعطلين يشكلون قطع غيار رخيصة لماكينة الإنتاج الرأسمالية (في ظل غياب اقتصاد وطني قوي و مستقل).
هذه الغاية الدنيئة التي رسمها صناع القرار ببلادنا لقطاع التعليم تجد مبررها عندهم في كون توفير تعليم متطور و حقيقي للشعب (أو الأوباش كما يسمونهم) يهدد مصلحتهم بل و وجودهم,فالسلطة المستبدة ليس بهذه الدرجة من الغباء حتى تقوم بتعليم "عبيدها" حتى ينضج و عيهم و يتشبعوا بالقيم الإنسانية الكونية (بما فيها الحرية و العدالة و الديموقراطية...) فينزلوا للشوارع للإحتجاج و المطالبة بحقوقهم المستلبة و ينازعون الحكام السلطة...فتضطر إلى تبذير قنابلها و رصاصها في قمعهم!!!
كما ان هذه الغاية تجد مبررها في الدروس التاريخية التي فهمتها الدولة (و لو بشكل أعوج) حين نزل التلاميذ و الطلبة المؤطرين من طرف الأساتذة إلى الشوارع في عقود ماضية (60.70 و الثمانينات) إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم المسلوبة و انضمت إليهم باقي فئات الشعب...فكان الرد الذي يعرفه الجميع.
تتعدد الآليات التي اعتمدتها الدولة من أجل بلوغ الغاية السالفة الذكر:مناهج متخلفة تكرس الجهل (أو الخرايف كما وصفها السي بلمختار),بنيات تحتية مهترئة,مذكرات و قرارات تصفوية,و أهمها الضرب في العمود الفقري لمنظومة التعليم و هو الأستاذ من خلال الطعن في قيمته و التشكيك في أهليته,و تفقيره حتى لا يخرج من دائرة سد الحاجة...
و الخطير في الأمر هو أن المسؤولين عن هذا الوضع يذرون الرماد في اعين الرأي العام بتهربهم من مسؤوليتهم و تحميل الأستاذ وزر و عواقب مخططاتهم التصفوية..فأصبح الأستاذ تلك الشماعة التي تعلق عليها كل الإنتكاسات التي تعرفها منظومة التعليم ببلادنا!
بعد تشخيص هذا الوضع ينبغي علينا كأساتذة المرور إلى الفعل و الجواب على سؤال ما العمل؟ فنحن نتحمل مسؤولية تاريخية ستحاسبنا عليها الأجيال القادمة,و لا يعقل أن نظل مكتوفي الأيدي,و أول خطوة ينبغي القيام بها هي التبرئ من هذه الجريمة التي ترتكب في حق أبناء الشعب ثم فضح مخططاتهم التصفوية و البحث عن حلول أخرى عملية...لعلنا ننقد ما يمكن إنقاده و نسترد مكانتنا المسلوبة في المجتمع...كما كنا إلى عهد ليس ببعيد عندما كان الاستاذ يقام له و لا يقعد,عندما كان حاملا لهموم وطنه منشغلا بقضاياه...
*ملحوظة:لقد أغفلت مجموعة من النقط إما سهوا أو قصدا,و تجنبت الخوض في مجموعة من التفاصيل التاريخية و النظرية و الفلسفبة...نظرا لخصوصية المقام...مرحبا بتفاعلاتكم و ملاحظاتكم!!
مصدر: فضائح قطاع التعليم
في ظل النقاش القديم/االجديد الذي نشهده اليوم حول إصلاح التعليم,وفي ضوء الخرجة الإعلامية الأخيرة التي حمل فيها وزيرنا المحترم "بلمختار" الأساتذة فشل منظومة التربية و التعليم ببلادننا متهما إياهم بضعف الكفائة...وجب علينا تسليط الضوء على نقطة خطيرة و مهمة يجهلها (أو يتجاهلها) العديد من الأساتذة بالخصوص و المواطنين على العموم و هي:أن الوضعية المزرية التي آل إليها قطاع التعليم ببلادنا جاءت نتيجة عمل ممنهج و مقصود من طرف الدولة ممثلة في الوزارة...
لكي نفهم هذا الأمر أكثر ينبغي علينا العودة إلى السؤال الجوهري الذي تتمحور حوله كل سياسة تعليمية في أي دولة من العالم بما فيها المغرب وهو:ما الغاية من التعليم؟
إن الإجابة على هذا السؤال مرتبطة بتحديد دلالة مفهومي الدولة و المدرسة أساسا,بإعتبار أن الدولة هي أداة قمع طبقي في يد طبقة معينة... و المدرسة هي جهاز من اجهزة الدولة تعتمدها هذه الأخيرة في القمع الإديولوجي...
فإذا كانت بعض الدول الديموقراطية التي حققت أو دشنت نهضة أممها قد أجابت عن هذا السؤال ب:خلق مواطن واع مستقل فكريا و متشبع بالقيم الإنسانية الكونية,و قادر على الإندماج بشكل إيجابي و فعال في محيطه السوسيو اقتصادي ( الذي يكون مهيئا لإستيعابه)...فإن دولتنا أيضا قد أجابت عن هذا السؤال و منذ عقود و لكن بشكل مغاير و هو:خلق رعايا جاهلين خانعين و تبعيين,متشبعين بقيم العبيد و الجبن و بعض القيم الإنسانية فقط وفق ما يخدم مصلحة الطغمة الحاكمة,و توفير جيوش من المعطلين يشكلون قطع غيار رخيصة لماكينة الإنتاج الرأسمالية (في ظل غياب اقتصاد وطني قوي و مستقل).
هذه الغاية الدنيئة التي رسمها صناع القرار ببلادنا لقطاع التعليم تجد مبررها عندهم في كون توفير تعليم متطور و حقيقي للشعب (أو الأوباش كما يسمونهم) يهدد مصلحتهم بل و وجودهم,فالسلطة المستبدة ليس بهذه الدرجة من الغباء حتى تقوم بتعليم "عبيدها" حتى ينضج و عيهم و يتشبعوا بالقيم الإنسانية الكونية (بما فيها الحرية و العدالة و الديموقراطية...) فينزلوا للشوارع للإحتجاج و المطالبة بحقوقهم المستلبة و ينازعون الحكام السلطة...فتضطر إلى تبذير قنابلها و رصاصها في قمعهم!!!
كما ان هذه الغاية تجد مبررها في الدروس التاريخية التي فهمتها الدولة (و لو بشكل أعوج) حين نزل التلاميذ و الطلبة المؤطرين من طرف الأساتذة إلى الشوارع في عقود ماضية (60.70 و الثمانينات) إلى الشوارع للمطالبة بحقوقهم المسلوبة و انضمت إليهم باقي فئات الشعب...فكان الرد الذي يعرفه الجميع.
تتعدد الآليات التي اعتمدتها الدولة من أجل بلوغ الغاية السالفة الذكر:مناهج متخلفة تكرس الجهل (أو الخرايف كما وصفها السي بلمختار),بنيات تحتية مهترئة,مذكرات و قرارات تصفوية,و أهمها الضرب في العمود الفقري لمنظومة التعليم و هو الأستاذ من خلال الطعن في قيمته و التشكيك في أهليته,و تفقيره حتى لا يخرج من دائرة سد الحاجة...
و الخطير في الأمر هو أن المسؤولين عن هذا الوضع يذرون الرماد في اعين الرأي العام بتهربهم من مسؤوليتهم و تحميل الأستاذ وزر و عواقب مخططاتهم التصفوية..فأصبح الأستاذ تلك الشماعة التي تعلق عليها كل الإنتكاسات التي تعرفها منظومة التعليم ببلادنا!
بعد تشخيص هذا الوضع ينبغي علينا كأساتذة المرور إلى الفعل و الجواب على سؤال ما العمل؟ فنحن نتحمل مسؤولية تاريخية ستحاسبنا عليها الأجيال القادمة,و لا يعقل أن نظل مكتوفي الأيدي,و أول خطوة ينبغي القيام بها هي التبرئ من هذه الجريمة التي ترتكب في حق أبناء الشعب ثم فضح مخططاتهم التصفوية و البحث عن حلول أخرى عملية...لعلنا ننقد ما يمكن إنقاده و نسترد مكانتنا المسلوبة في المجتمع...كما كنا إلى عهد ليس ببعيد عندما كان الاستاذ يقام له و لا يقعد,عندما كان حاملا لهموم وطنه منشغلا بقضاياه...
*ملحوظة:لقد أغفلت مجموعة من النقط إما سهوا أو قصدا,و تجنبت الخوض في مجموعة من التفاصيل التاريخية و النظرية و الفلسفبة...نظرا لخصوصية المقام...مرحبا بتفاعلاتكم و ملاحظاتكم!!
مصدر: فضائح قطاع التعليم